تشكّل فن الطهي وثقافة الطعام في غازي عنتاب وأثراها تأثير العديد من الحضارات على مدار تاريخها الممتد على مدار 6000 عام. وقد أثرت آثار الحضارات الحيثية والميدية والفارسية والآشورية والرومانية والبيزنطية والعربية والتركية بعمق في مطبخ المدينة. وقد تغذت غازي عنتاب بتأثيرات ثقافية وتذوقية مختلفة نظراً لموقعها على طرق التجارة الهامة مثل طريق الحرير وطريق التوابل. وقد حملت هذه الطرق التجارية معارف ومكونات الطهي من مختلف الثقافات إلى غازي عنتاب، مما زاد من تنوع المطبخ وثرائه.
يتميز مطبخ غازي عنتاب بشكل خاص باستخدام المنتجات المحلية. فالخضراوات والفواكه مثل الفستق والزيتون والطماطم والفلفل والباذنجان هي حجر الزاوية في المطبخ. ويحدد تنوع وجودة هذه المنتجات نكهة أطباق غازي عنتاب. بالإضافة إلى ذلك، تم تسجيل أكثر من 40 صنفاً من العنب المزروع في المنطقة على مر التاريخ، مما ساهم في ثراء المطبخ.
يقدّم مطبخ غازي عنتاب مجموعة واسعة من الأطباق التي تجمع بين اللحوم والخضروات بطرق طهي مختلفة. وتُعد أطباق القدور والكباب والدلماس والحساء والبقلاوة والقطمير من بين العناصر البارزة في المطبخ. وعلى الرغم من أن البقلاوة تعود أصولها إلى المطبخ العثماني، إلا أنه تم تطويرها بأساليب خاصة لحرفيي غازي عنتاب وأصبحت اليوم مرادفاً لاسم غازي عنتاب. يعتبر استخدام المكونات المحلية مثل الفستق والزبدة المصفاة المحلية والدقيق من العناصر المهمة التي تحدد نكهة البقلاوة وكعكة عنتاب كاتمر.
تلفت ثقافة الطهي في غازي عنتاب الانتباه أيضاً باستخدامها المكثف للتوابل. ونظراً لموقعها على طريق التوابل، فإن مطبخ المدينة غني بالتوابل المختلفة. تزيد هذه التوابل من نكهة ورائحة الأطباق وتجعل مطبخ غازي عنتاب فريداً من نوعه.
وفي الختام، فإن فن الطهي وثقافة الطعام في غازي عنتاب قد تشكلت بتأثير الحضارات المختلفة عبر التاريخ، وتنوعت باستخدام المنتجات المحلية والتوابل الغنية بالبهارات والبهارات المحلية، وأصبحت مطبخاً فريداً من نوعه ومعترفاً به عالمياً. وقد تم الاعتراف بهذه الثقافة دولياً من قبل اليونسكو في عام 2015 من خلال إدراجها في ”شبكة المدن الإبداعية“ في مجال فن الطهي.